بلد المحبوب وديني ..زاد وجدي والبعد كاويني ..الساعة 12الظهر وام كلثوم بتلعلع في كاسيت السيرفيز 12راكب الي السواق بقوانين فيزيائية معينة قدر يحط 20بني ادم فيه وفي نفس الوقت في تلفزيون صغير شغال عليه فيلم هندي لِمُزراب خان عشان يسلي الركاب في الطريق ، طبعا انا ملفتش نظري الحكمة من تشغيل الكاسيت والتلفزيون في نفس الوقت ولا مشهد الفيلم الي ظاهر فيه البطل بيحط رجله عشان يكعبل بيها عربية المجرمين ..كل الي لفت نظري تمثال لراجل بكرش ورا البطل لونه أزرق وقاعد مستربع ، افتكرته في الأول المارد بتاع مصباح علاء الدين بس كنت غلطان .
في يوم من الأيام كان في راجل كُبرة كده اسمه عم جاناكا كان عنده بنت زي القمر اسمها سيتا "مش سيتا بتاعة الفيزيا دي خازوق دي " ..وكان كل الشباب بيتنافسوا عشان يخطبوها ومن ضمنهم راما المقاتل الشجاع الشهم الحلو الجدع ابن البلد يعني تقدر تقول عليه أحمد عز بتاع الهند ، وبعد ما اجتاز اختبار شد قوس الإله شيفا "حاجة كده زي لعبة صلح عندنا " أثبت ان هو الأحق بالبت وقرروا يتجوزوا ..لكن الحرباية مراة ابوه عشان كانت ماشية مع ابو سيتا زمان وكرفها بعد ما وعدها بالجواز كانت متغاظة من الجوازة دي فقررت نفيهم من مدينة ايوديا..فسأل راما اخوه لاكشمانا هيعملوا ايه قاله احنا هنروح لكشة واحدة كلنا كده ونعيش في الغابة وبالفعل راحوا هما التلاتة وعاشوا هناك .
ولما خبر نفيهم وصل ل رافانار ملك "لانكا" الي كان بيحب سيتا ..أرسل غزال ذهبي في الغابة بتاعتهم عشان يشغل راما عن مراته وبالفعل اتخدع راما وراح عشان يصطاد الغزال بعد ما أمر اخوه أنه يحميها لكنه قلق علي راما بسبب انه اتأخر فراح يدور عليه وساب المحروسة لوحدها فظهر ليها لانكا علي هيئة رجل صالح عايز اكل وبعدين خطفها ، ولما عرف راما وأخوه بالي حصل اتحالفوا مع ملك القردة هانومان عشان يحتلوا مملكة لانكا و ينقذوا سيتا وبالفعل نجحوا في كده وقتلوا رافانا في المعركة المتحدة .
دي كانت قصة الإله راما أحد أهم المعبودات عند الهندوس والي حولها الشاعر فالميكي لقصيدة زي ملحمة الإلياذة والأوديسا وسماها ملحمة "ماريانا " وبتتكون من 24ألف بيت ، وبقا لراما عيد سنوي عند الهنود بيتغنوا فيه بالقصيدة وبيحتفلوا بالقصة الرومانسية بتاعتهم ويقدموا القرابين لتمثاله .
بعض الدراسات حاولت تثبت اقتباس الأسطورة من اساطير في مثيولوجيات تانية زي قصة ايزيس واوزوريس وان الغزال الذهبي مأخوذ من العجل الذهبي في قصة سيدنا موسي لكن تظل كلها مجرد اراء ضعيفة .
الغريب في الموضوع ان اغلب المؤرخين الي كانوا بيتتبعوا منشأ الأسطورة دي والي حسب كلامها فهي بترجع لقبل ميلاد السيد المسيح ب 400سنة قالوا إن في أول ظهورها كانت بتتحكي كقصة عادية للأطفال مش اكتر وتعليمهم قيم كويسة زي عواقب عدم اتباع الأوامر لما لاكشمانا مسمعش كلام راما واننا مننخدعش بالمظاهر زي سيتا لما رافانا خدعها والأسطورة كانت بتصور ابطال القصة أنهم بشر عاديين ، لكن مع تعاقب الأجيال بدأت الأسطورة تكتسب قُدسية اكبر لحد ما وصل أبطالها لمرتبة الآلهة ، حتي هانومان ملك القرود الي كان وجوده في الأسطورة نوع من الدعابة مش اكتر بقي بيتعبد هو كمان بل إن القرود مقدسة عند الهنود عشان حسب اعتقادهم فيها روح الإله هانومان ..والموضوع ده بيفكرني شوية بعبادة الأصنام عند العرب الي بتعود لرجال صالحين اصلا ولما ماتوا اتعملهم تماثيل كتخليد لذكراهم فجت الأجيال الي بعد كده عبدتها وده دليل علي إن الإنسان هو مصدر الانحراف والتضليل الفكري الاول لنفسه .
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق